awladel-melook
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نهاية مهرجان القصه

اذهب الى الأسفل

نهاية مهرجان القصه Empty نهاية مهرجان القصه

مُساهمة  Admin الإثنين مارس 01, 2010 7:27 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم

ها أنا سجين منزلي مجددا . ويبدو ان الملل لن يتركني ابدا
عدت الى سجني بعد أن منعنا الاحتلال من الذهاب الى المدرسة , وهذه المرة اعادونا بدون حجة مجهزة!
أصبحت ايام مدينتي غزة كئيبة قاتمة .شوارعها حزينة نائمة.
11عاما لم ار فيها الا الذل والدمار ,ولم اسمع يوما اي خبر سار.
مثل ذلك اليوم الاسود الذي قتل فيه ابي
.لم يمض عامان على مقتله , ومازال حرا طليقا قاتله
يسفك الدماء ,يقتل بدم بارد الابرياء .

كم امقتهم , كم اكرههم . لن يشعر احد بالالم الذي يخالجني ,كلما عادت بي مخيلتي الى ذلك اليوم . كلما رايت ذلك المشهد لااستطيع النوم.
راس ابي يستريح برفق على حضني . ثم يستسلم للموت بعد ان أوصاني باختي وامي ..
.تلوثت ثيابي بدمائه وجراحه المثخنه التي انسابت وتركني وحيدا اذرف الدمع على قارعة الطريق
مازلت اتمنى لو كان حلما منه افيق.. لكن للاسف هذا قضاء الله وقدره .
قتله جنود الاحتلال برصاصة غادرة .وجاءوا بكل بروود يعتذرون عن الغلطة العابرة !.
اقسمت يومها وانا احتضن جثة ابي , ان اكبر واصبح جنديا اخذ بثار ابي .
أن تعود الارض لنا ونطرد الاحتلال من ارضنا ...
فالارض ارضنا , ارض ابائنا واجدادنا .
ومازلت عند وعدي ياابي
لم افكر يوما ان اكتب مذكراتي , لكن منع التجوال وانقطاع الكهرباء المستمر اجبراني على كتابة ذكرياتي واهاتي .

أذكر اني كنت مدللا قبل سنتين , لكن للاسف (مافي حدا اليوم يعطيني عين !)

"سعيد جيبلنا مي" "سعيد بدنا قنينة غاز جديدة" "سعيد الله ياخدك وين المازوت "
"سعيد الله يرضى عليك بدي كيليين بندورة من دكان ابو فتحي "

طلبات امي لاتنتهي . اخ كم اهلكتني . وان تاخرت عن التنفيذ فالشحاطة تنتظرني ولاانسى طبعا. "الكف الي يهفني هف "
اصبحت رجل البيت الصغير الذي بدا يقدر تعب امه ويكن لها كل الاحترام والتقدير.
فامي سيدة عظيمة , لم تضعف بعد مقتل زوجها
مازالت تثابر وتكافح لاجلنا . احترفت الخياطة بعد وفاة ابي لتدبر قوت يومنا.
امي مثال للمراة الفلسطينية , التي يضرب المثل بقوتها التي تتعدى قوة رجل صنديد. فعمارتنا (17) ,على سبيل المثال , لاتخلو من شقة لايوجد بها فقيد او شهيد
ومع هذا تجد نسائنا يمارسون الحياة اليومية .يعملون ويتعبون من اجل عيشة ابنائهم الهنية.
دخل الشتاء ضيفا ثقيلا مدينتنا وقطع راحتنا...
مصاريف الشقة تزيد في هذه الاوقات , المازوت والغاز يصبحان في هذا الوقت من الاولويات .
فشتائنا بارد وانقطاع الكهرباء وارد

اجبرتني امي ان اتوقف عن العمل في كراج العم ابو صبحي للسيارات , حتى اركز على دراستي لاصبح دكتورا او مهندسا يعمر العمارات
وعدتني اليوم ان تشتري لي دراجة في يوم عيد ميلادي ال 12
يا الله ....متى ياتي يوم 21-01
حتى افرح بدراجتي الجديدة ........
واملا دفتر مذكراتي بايام سعيدة
اخيرا حصلت على الدراجة التي وعدني بها ابي يوم عيد مولدي .
كنت اعد لهذا اليوم الايام والليالي, لكن اختفت السعادة عن بالي ...

الاخبار التي شاهدتها على التلفاز افجعتني ...
انفجار عمارة في غزة اسفرت عن مقتل كل سكانها لترتفع حصيلة قتلى حصار غزة الى 1300 قتيل من ضمنهم اكثر من 600 طفل
وانفجار اخر قرب حينا في الاعظمية يوقع 50 شهيدا و 66 جريحا
فكيف لي ان افرح واخوتي يعانوون؟

مستقبلنا في العراق ومستقبل اخوتنا في فلسطين مجهول الهوية ,نعيش العذاب القاسي ونواجه الصعاب سوية
لايحس بشر بماساتنا ولا يحن احد لحالنا .
اصبحت ارواحنا رخيصة للعيان تباع بابخس الاثمان
ومن لحالنا يبالي.؟
لكني لست حزينا . .. فحتى لو تخلى الجميع عنا , فانا اعلم بان الله معنا
وانا اعلم ان هذا هو القدر , الذي لا يستطيع تغييره بشر. ..
وان دوام الحال هو ضرب من المحال
ايضا , علمتني السنين ان لا افكر بغد حزين وان لا اشكي لغيرك يا الهي الالامي
قد يكون اليوم اخر ايامي, لكن لا يعني هذا اني لا اريد تحقيق احلامي .
فانا اريد ان احرر بلدي , واصبح مهندسا معماريا
يساهم في اعمار بلده
وساضل احلم , حتى يتخذ حلمي يوما ابعادا حقيقية


كم تبقَّى ؟
لافتة كبيرة ، كتب عليها بالخط الكوفي " مدرسة صلاح الدين الأيوبيالابتدائية للبنين " .
كلما اقتربت الفصول من مكتب المدير قلت الضجة ، و كلما ابتعدت زادالهرج و المرج . و في نهاية الممر يوجد الفصل الثالث الذي تُدَرًّسُ به نخبة نادرةمن العفاريت الصغار ، و كأنه قد تم اختيارهم بعناية فائقة ليحولوا حياة الأساتذةإلى جحيم .
وفي أحد الأيام ، قرر مدرس الجغرافيا معاقبة التلاميذ في هذا الفصل الشرس بامتحان لميكن ممكنا بأي حال من الأحوال أن يخطر ببالهم فقط ، قبل أن يضعوا له كرسيا بثلاثأرجل بين السبورة و طاولته .. الكمين حقق أهدافه السامية ، و أطاحوا بالمعلم أرضا . و أطلقوا في آن واحد ضحكة هزت أرجاء المدرسة ، و جعلت مدير المدرسة يهرول باتجاهالفصل ، و هو يعلم تماما أن هناك كارثة أو مصيبة ما حلت بأحد الأساتذة .
لميعترف أحد ، و قيدت الحادثة كالعادة ضد مجهول ، و أُعلنت حالة الطوارئ ، و قررالأستاذ أن يكون العقاب جماعيا.
-أخرجوا ورقة و قلما و أدخلوا باقيالدفاتر إلى الدرج ، هذا الامتحان المفاجئ سيحدد و يكشف من فيكم كان يهتم بدروسه ،و من الذي كان مشغولا بتدبير المؤامرات.
وبدأت الأسئلة تُمطر على رؤوس التلاميذ بلا هوادة ، و صوت الأستاذ الغاضب يرعد ، ويجعل الأسئلة السهلة تبدو كالطلاسم الإغريقية . فجأة بكل أدب ، رفع أحد التلاميذيده ، نهره الأستاذ :
-ماذا تريد؟
-امتلأت الورقة بالأسئلة يا أستاذ ،أين نكتب الأجوبة ؟
-أخرج ورقة ثانية و لا تقاطعني مرةأخرى ، لأني في المرة القادمة سأقطع إصبعك!
السكون يخيم على الفصل حتى أنك تكاد تسمع صرير الأقلام و هي تسافربين السطور لتحل أكثر الألغاز في العالم غموضا.
وللمرة الثانية يهاجم أحد التلاميذ هذا الصمت المُقدس ، و يغرس إصبعه عاليا في كبدهذا السكون الذي بدأ يلتقط الأستاذ فيه ثقته المُبعثرة .. تجاهل التلميذ أكثر منمرة ، و لكن إصرار التلميذ و ملامحه الصغيرة الجادة جعلت الأستاذ يتنازل و يعطيهالإذن بالكلام .
-يا أستاذ ، هناك سؤال لم أستطعالإجابة عنه.
-و هل تريدني أن أجيب عنه أنا ؟
-لا أعتقد أنك تستطيع ذلك .
-ماذا تقول يا ولد ، هل جُننت ؟ مافائدتي إذن ؟ قل أي سؤال تقصد .
-السؤال الثاني الذي يقول : كم عددالسكان بفلسطين ؟
-هل نسيت ؟ ... هذا الدرس بالذات كانفي الأسبوع المنصرم .
-أجل يا أستاذ ، و أنا أتذكر أنك قلتإن تعداد السكان داخل فلسطين أربعة ملايين نسمة ، لكن هذا كان قبل أسبوع .
-و ماذا تريد إذن ؟
-يا أستاذ ، بعد أن نتناول العشاء أجلسمع والدي و هو يتابع نشرة الأخبار ، و هناك يوميا أناس يموتون و يقتلون يسمُّونهمالشهداء و الشهداء الفلسطينيون .. أتذكر أن أبي قال معلقا لأمي إن فلسطين لم يبقبها أحد!
-يا ولد دعك من هذا ، و عليك فقط أنتجيب بالمقرر و التزم بما درًّستك إياه .
-ولكن يا أستاذ ...
-يكفي هذا ، و أكمل الامتحان ، ودعإخوانك يركزون في امتحانهم .
الأستاذ نظر إلى ورقة التلميذ ، فوجد أنه قد ترك السؤال معلقا بلاإجابة ، كانت نظرته مليئة بالفخر و الاعتزاز ، أسعده رأي التلميذ ، و أنه حاول أنيناقش و يسأل و يعترض ، أسعد لدرجة أنه نسي أن هذا الامتحان مجرد عقاب.
-انتهى الامتحان ، هيا اجمعوا الأوراق، و احرصوا على أن تتأكدوا أن الأسماء مكتوبة بخط واضح .
خرجالتلاميذ بعضهم يضحك على الطريقة التي وقع بها الأستاذ ، و بعضهم خرج وهو يحمل همًاكبيرًا من الحصة القادمة ، و النتيجة و عصا الخيزران ، و بين التلاميذ تلميذ ظليحمل في رأسه الصغير سؤالا ً أكبر من أن يستطيع أن يُجيب عنه .. كم تبقى في فلسطين؟!

حتى لا يستمر اللون الأحمر


[size=16]نظر إلى مرآة السيارة و كأنه يرى ملامح وجهه لأول مرة و يلمح شيئاً ما لم يعتده من قبل في عينيه، بدايات ثورة و دقات خافتة لطبول حرب على وشك البدء.أتجه بنظره إلى إشارة المرور الحمراء و تنهد بقوة ثم قال:
- يجب أن ينتهي كل شيء اليوم.
ثم نظر حوله ليجد السيارات و هي تقف أسيرة تلك الإشارة، و الأبواق العالية تخرج منها لتطالب بالمرور، و تطلع إلى ساعته و تأمل العقارب و هي تشير إلى العاشرة مساءً و رنين هاتفه المحمول لا ينقطع أبداً منذ أكثر من ساعتين و هو يرفض أن يرد، ربما لأنه يعرف شخصية المتحدث، و ربما لأنه يعرف أيضاً ماذا يريد المتحدث منه.
نظر إلى مرآة السيارة من جديد و تأمل رابطة العنق الحمراء وهو الذي لم يكره لون في حياته مثلما كره اللون الأحمر، و لأن اليوم هو بداية الثورة على كل شيء فقد نزع رابطة العنق و ألقاها بقوة جانباً، ثم اكتست ملامحه بقسوة عجيبة و تأمل إشارة المرور من جديد و لونها الأحمر و أصدر قراره بهزيمتها، و اتجهت يداه إلى عجلة القيادة و انطلقت السيارة لتكسر أسر هذه الإشارة التي لم يكن لها ذنب سوى أن لونها الأحمر قد جعله أسير انتظار و هو الذي قد قرر أن يحطم كل أشكال الأسر هذا اليوم، و لم يأبه بأبواق الاستنكار و لا بقلم شرطي المرور و هو يسابق الوقت من أجل تسجيل رقم سيارته على الورقة، لم يهتم لأمر كل هذا، و ما بين رنين الهاتف المحمول و مؤشر السيارة الذي يعلن عن سرعة كبيرة و ما بين قطرات المطر التي بدأت تتساقط و تلك النسمات الباردة، وصل إلى بيته و نظر إليه و كأنه يتأمله لأول مرة أو و كأنه يريد أن يتأمله لآخر مرة.
خرج من باب السيارة و رفض أن يرتدي المعطف برغم برودة هذا الشتاء، أو ربما لم يكن الشتاء هو السبب في رفضه لارتداء هذا المعطف و ربما كانت بدايات الثورة التي وضعت نارها و بدأت أولى الخطوات هي السبب..!!، و لكنه أمسك برابطة العنق الحمراء و لا يعرف لماذا..؟؟ و أنطلق نحو شقته و صعد السلم بقوة على الرغم من وجود مصعد كهربائي و برغم وجود شقته في الدور التاسع إلا أنه صعد السلم في لحظة تمرد على كل شيء، ووصل إلى الشقة و بمجرد أن فتح الباب حتى وجد زوجته تجري إليه و دموع عيناها تتساقط و تحتضنه و كلامها يخرج منها مشوشاً بفعل الدموع، و لكنه لم يحضنها و لم يحاول حتى أن يهدئ من روعها، فهو يعلم جيداً أنها القصر الذي يريده أن ينهار أو أنها القيد الذي يريده أن يتحطم، حتى لو كانت قيداً حريرياً، لكنها كانت قيداً على أية حال، و جاء الوقت ليتحطم القيد و لتسقط جدران القصر التي ماتت خلفها كل أحلامه و رغبته في أن يعيش حياته كما يحلو له، يعرف جيداً أن زوجته لم تخطئ في حقه و لكنه أخطأ في حقها و في حق نفسه عندما تزوجها و هو لا يحبها نزولاً على رغبة والدته المريضة، أخطأ في حق زوجته عندما جعلها تصدق أنه يحبها و يحب كل ما تفعله و جعلها تصدق أنها تملك أحلامه و أنها أميرة حياته و ظل يبني لها قصور حب دون أن يدري أن هذه القصور سوف تتحول إلى سجنٍ يكبل قلبه بأغلال لا مفر منها إلا بهذه الثورة التي سوف تطيح بكل شيء و بأي شيء.
فك ذراعيها بهدوء من على عنقه و أبتعد إلى الوراء قليلا ً و حانت لحظة الحرب و بدأت الطبول تعلو و كل السبل يراها مهيأة لذلك و خصوصاً بعد أن توفت والدته و لم يعد هناك داعٍ لأن يستمر في تلك المسرحية الهزلية التي يجب أن تنتهي فصولها إلى الأبد، و سوف يخبرها بأنها كانت عظيمة و جميلة و لكن قلبه كان و مازال يتعلق بأخرى، و سوف يطلب منها الغفران لخطيئته في حقها لأنه لم يعد بوسعه أن يستمر و لن يستمر.
نظر إلى زوجته، تأمل عينيها و الدموع التي بدأت تهدأ، و قرر أخيراً أن يتحدث و أن يعلن ثورته.
" أبي " كلمة خرجت من طفلته الصغيرة التي لم تتجاوز الأربع سنوات و هي تجري إليه، و تفتح ذراعيها و كأنها طائر يقترب من بيته الدافئ.
حملها ثم طبع قبلة حانية على خدها الصغير الوردي، قبل أن يتنهد و يلقي بنفسه على أقرب مقعد و هو يحمل طفلته و ينظر إلى وجهها و براءة عينيها.
جلست زوجته على الأرض و وضعت وجهها على كفه ثم قالت:
- طلبتك عبر الهاتف المحمول عدة مرات و لم تجب، كنت خائفة عليك لدرجة كبيرة.
ثم نظرت إليه و سألته:
- اليوم بارد للغاية، لماذا لم تلبس معطفك الثقيل ..؟؟
لم يجبها و لم تنتظر هي إجابة لأنها قالت :
- كل عام و أنت بخير، اليوم هو عيد ميلادك .
ثم وقفت و واصلت حديثها :
- أغمض عينيك
أغمض عينيه و هو يري أن طبول الحرب تخفت رويداً رويداً إلى حد أنه لا يستطيع أن يسمعها بوضوح الآن.
فتح عينيه عندما أخبرته زوجته بذلك ليجد علبة أنيقة بها رابطة عنق حمراء، أبتسم و هو ينظر إليها قبل أن تقول زوجته:
- هل أعجبتك..؟؟ أعرف أنك تحب اللون الأحمر .
نظر إلي زوجته، تأمل ملامح وجهها و فرحتها الكبيرة ثم قال :
- طالما أنك تحبين هذا اللون فأنا أيضاً أحبه.
كان يعرف أن كلماته كاذبة، و كان يعرف أن أية ثورة سوف تموت عند صدق مشاعر زوجته و ضحكات طفلته الصغيرة، و لكنه لم يعرف بعد هل سيظل مصدر فرح لهم و قلبه يدق بالأحزان..؟ و هل سيستمر في لعب هذا الدور ..؟، أم سيأتي يوم ينتصر فيه لنفسه و تخرج ثورته للنور دون وضع اعتبار لأية ضحايا،
و حتى لا يستمر اللون الأحمر. ..
مع تحياتى
Admin
Admin
Admin

عدد المساهمات : 125
نقاط : 260
تاريخ التسجيل : 05/01/2010
الموقع : http://www.awladel-melook.yoo7.com

http://www.awladel-melook.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى